على مدى ثلاثة عقود متلألئة بالإنجازات الرقمية، خطّت مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في منطقة الشرق الأوسط واحدة من اكبر ملحمات التحوّل الرقمي والتطوّر التكنولوجي المؤسسي المستدام، حيث ارتفعت من البدايات الأولى للحكومات الإلكترونية في تسعينيات القرن الماضي، لتسير بخطى رقمية وتكنولوجية واثقة نحو عصر الاقتصاد الرقمي الحديث، وحقبة الحكومات والمدن التي تتهيا نحو التوجه الى تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وفي قلب هذا الزخم الرقمي التاريخي، برز أصحَابِ المَعَالِي والسَّعَادة والشَّخصيَّات التَّنفيذيَّة المؤسسيَّة، كقادة للتنمية الرقمية والمعرفية، الذين صاغوا برؤاهم القيادية الثاقبة وقيادتهم المؤسسية الرشيدة إرثًا رائدًا أضاء الطريق للأجيال، وجعل منطقة الشرق الأوسط في مصافّ السبّاقين عالميًا في إطلاق البرامج الحكومية الإلكترونية الشاملة في تلك الايام، فكانوا مشاعل الإلهام وملوك الريادة.

لقد شيد هؤلاء القادة صروح البُنى التحتية الرقمية وتطوير الاستراتيجيات الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأرسوا الركائز القيادية المؤسسية المبنية على استراتيجيات التنافسية العالمية في مؤسسات القطاعين الحكومي وقطاع الاعمال بما يتماهى مع المتطلبات العالمية، ممتدين بتأثيرهم إلى شرايين الاقتصاد الوطني وقطاعات الحياة كافة، حتى غدت الرقمنة لغة المؤسسات والمجتمعات في المنطقة. وبفضل عطائهم الريادي، غدت المنطقة مرجعًا رقميًا عالميًا يُحتذى به، ومختبرًا حيًّا لأحدث التجارب التكنولوجية، ومنارةً للجودة والنجاح تقتدي بها دول العالم كنموذج للتحوّل الرقمي المؤسسي وأرقى الممارسات الدولية.

وفي هذا السياق وانطلاقًا من هذا الإرث الرقمي المضيء، تعلن داتاماتكس بفخر واعتزاز عن تقديم هذه الجائزة الرِّياديَّة الرَّقميَّة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك احتفاءً بمرور ثلاثة عقود من الريادة والتميّز في دعم وتطوير منظومة القيادة المعرفيَّة الرَّقميَّة والتَّكنولوجيَّة. وتأتي هذه الجائزة لتكرم أصحَابِ المَعَالِي والسَّعَادة والشَّخصيَّات التَّنفيذيَّة المؤسسيَّة الذين كان لها الدور الأبرز في بناء ركائز البنية التحتية لتقنيات المعلومات والاتصالات، وترسيخ دعائم التحوّل الرقمي المستدام في منطقة الشرق الأوسط على مدى ثلاثة عقود، وذلك بالتزامن مع انعقاد "المؤتمر الثلاثين لحكومات ومدن الذكاء الاصطناعي بدول مجلس التعاون الخليجي" في دبي خلال الفترة من 13 إلى 16 أكتوبر 2025، ليكون حدثًا استثنائيًا يخلّد مسيرة القيادة الرقمية ويحتفي بروادها.

وسيكون هذا الحدث العالمي المرموق ملتقى للقادة والخبراء والمهنيين الذين رسموا على مدى ثلاثة عقود معالم التقدّم الرقمي، فمنهم من لا يزال في طليعة القيادة، ومنهم من أنهى رحلته بخدمة متميزة، ومنهم من يستحق وسام التكريم الأبدي مدى الحياة، وجميعهم يجتمعون تحت لقب خالد "مهندسو الحقبة الرقمية في منطقة الشرق الأوسط".

إنه تكريمٌ يسمو فوق الاحتفاء العابر، إذ يخلّد أسماء هؤلاء القادة والروّاد كحماة الإرث الرقمي ومُلهمي الأجيال. فقد حملوا راية الاستثمار في تطوير الرأس المال البشري، وبنوا جسور العلم والمعرفة، ورعوا الأجيال الشابة، وضمنوا بتفانيهم استمرارية مسيرة التقدّم المؤسسي والقيادي، حتى غدت ثمار جهودهم رصيدًا متجددًا للعالم. ولقد حقق العديد منهم اعتمادا وتقديرا دوليًا مرموقًا للمنطقة، إذ تبوأت حكوماتهم ومؤسساتهم مراتب متقدمة على الساحة الرقمية والتنافسية العالمية، وتوّجت جهودهم الفوز بجوائز وتقديرات دولية، مما رسّخ حضور الشرق الأوسط كقوة بارزة على خريطة التحوّل الرقمي العالمي.

وفي هذا الإطار، يشكّل الحدث جسرًا بين أجيال ثلاثة، يربط حكمة القادة والرواد بإنجازات الحاضر، ويُلهم قادة المستقبل، فيخلّد مسيرة 30 عامًا من التحوّل الرقمي المؤسسي لتبقى منارةً معرفية تضيء الطريق للأجيال القادمة. ومع دخول المنطقة عهدًا جديدًا نحو 2050 يتوشّح بالذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي المستدام، يأتي هذا التكريم الاستثنائي ليكون احتفاءً بالماضي، وتقديرًا للحاضر، ومنارةً مضيئة نحو المستقبل، حيث تتواصل المسيرة وتُرسم ملامح الغد بثقةٍ وإلهام.

وفي الختام، نرفع لكم أسمى عبارات التقدير والعرفان لجهودكم الكبيرة، ونُقدّم لكم أحرّ التهاني والتبريكات بمناسبة إنجازاتكم الخالدة، داعين الله أن تبقى ريادتكم شاهدًا على مسيرة قيادة رقمية متجدده.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،

علي الكمالي
المدير العام